ذكاء حكيم

حدثت هذه القصة حقيقة في احدى العصور .
يحكى أن أعرابيا كان على فراش الموت و بين يديه أبناؤه الثلاثة ، و أراد أن يقسم بينهم ثروته قبل أن يحين أجله ، فأوصى للأبن الأكبر بنصف الثروة و للأوسط بربعها و للأصغر بخمسها . و عندما توفى أراد الأبناء تنفيذ الوصية ، و لكن عندما قامو بعد ثروة أبيهم وجدوها تسع عشرة ناقة ، و بالتالي ليس لها نصف و لا ربع و لا خمس ، فما الحل؟!! .
قرروا الذهاب إلى حكيم القرية ، وعندما وصلوا إليه حكى له الإبن الأكبر مشكلتهم و كم أنهم حريصون على تنفيذ الوصية كما أرادها والدهم .
فكر الحكيم قليلا ثم اعطاهم موعدا في اليوم التالي و وعدهم بحل المشكلة ، ثم ذهب الحكيم على أحد معاونيه ، وطلب منه أن يسلفه ناقته ليوم واحد و اضافها إلى نياق الأبناء . وفي صباح اليوم التالي عاد البناء لحضرة الحكيم و سماع فتواه ، فاشار إلى اكبرهم فأتى فقال له : بماذا أمر لك والدك فقال: أمر لي بنصف الثروة ،فقال له الحكيم: أما و قد كان ذلك عندما كانت ثروتكم تسع عشرة ناقة ؟ فقال الإبن: هذا صحيح يا سيدي الحكيم، فقال الحكيم: فما رايك بنصفها بعد أن صارت عشرين؟ فقال الإبن: هذا افضل بالتأكيد، فقال الحكيم: إذا خذ منها عشرا ،فأخذها و بقيت عشر نياق ، ثم أشار إلى الأوسط و أعاد عليه نفس الأسئلة ، و أجاب قائلا: أفضل بالتأكيد ، فقال له: ربع العشرين خمسة فخذ منها خمسا ، فأخذها و بقيت خمس نياق ، فأشار إلى أصغرهم ، و اعاد عليه نفس الأسئلة فأجاب : هو أفضل طبعا ، فقال الحكيم: و خمس العشرين يساوي أربعة فخذ منها اربعا ، فأخذها و بقيت واحدة ، فقال الحكيم لمعاونه: خذ ناقتك و أذهب .