موضوع: عاوزه اطلق .... فكر جديد يدافع عن النساء.... السبت يناير 31, 2009 8:19 am
"عاوزة أطلق" فكر جديد يدافع عن النساء
<td width=1>
إذا كانت جمعيات "المرأة المتوحشة" ، كما يطلق عليها بعض الرجال، عملت على توعية النساء بحقوقهن مما أدى إلى تمردهن على نعمة "ظل الرجل" ، فإن تلك الجمعيات وجدت في الانترنت منافساً قوياً يحفز النساء على عدم الخضوع للإهانة باسم الزواج .
رغم أن بعض علماء النفس يؤكدون أن فكرة إنشاء موقع للمطلقات فقط "مطلقات أون لاين" يساعدهن على الانخراط من جديد في قالب المجتمع الرافض لهن ، إلا أن الرجال يرون أن مثل هذا الموقع يرسخ ثقافة "خراب البيوت" إذ أن كل زوجة تضع نفسها مكان تلك المرأة المطلقة (الراوية لقصتها من منظورها الشخصي) وتبدأ في التحفز ضد زوجها مما يؤدي إلى نشوب العديد من المشاكل الزوجية لأتفه الأسباب .. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يسعى الانترنت لترسيخ ثقافة "خراب البيوت" ؟!
عاوزة أطلق
"عندما ينعدم الأمان في الحياة الزوجية وتصبح الطمأنينة حلماً بعيد المنال ، فعندها مرحبا بأبغض الحلال" بهذه الكلمات انطلقت محاسن صابر ( 29 عاماً) عبر مدونتها الخاصة "عاوزة أطلق" إلى المجتمع وجميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية لتعلن احتجاجها على قانون الأحوال الشخصية، معلنة رفضها اللجوء إلى قانون الخلع ، مؤكدة أن مشكلتها نفس مشكلة آلاف النساء داخل محاكم الأسرة .
ومن خلال تلك المدونة حصلت محاسن على التأييد لوجهة نظرها من العديد من النساء ، إذ رصدت خلال مدونتها معاناة المرأة المصرية التي تريد الحصول على حكم من المحكمة بالطلاق، وخاصة الثغرات الموجودة في قانون الأسرة والتي يستغلها الأزواج من أجل الكيد لزوجاتهم وإذلالها والانتقام منهن ،حيث تقول : "مثل ذلك القانون من شأنه أن يلغى تماماً أي آدمية في الإنسان ويسرق من عمره ووقته ويستنفذ طاقته بين قاعات المحكمة، يجب أن يعلم المختصون أن هناك أسر لا يمكن أن تتحمل كل ذلك الوقت قبل معرفة مصيرها ولا يمكن أن تعيش امرأة بدون مصدر دخل لعدة سنوات انتظاراً لحكم عدالة المحكمة، وفي النهاية من الممكن أن ننتقل بمقر إقامتنا إلى داخل أروقة المحكمة حتى نكون بالقرب من القاعة حين ميعاد الجلسة وتوفير مجهود الذهاب والإياب".
الرجال يعترضون
<td width=1>
تحمل المدونة بعض لقاءات محاسن في التلفزيون مثل فقرة ظهورها في برنامج "90 دقيقة" ، وما نشرته جريدة "البديل" عن مدونتها ، ولأن بعض الرجال لا يتقبلون الأمر علّق أحدهم قائلاً : " أنتى حد دعا عليكى وقال روحى ربنا يفرّج عليكى خلقه.. انتى يعنى مبسوطه باللى بيحصل حواليكى؟ أكيد أي بنت تزوجت فى نفس الوقت وعاشت بما يرضى الله ستكون أسعد بكثير من غير شعر واذاعه تلفزيون وصحافة .
وتسائل في النهاية قائلً : هو احنا في معركة اتقى الله .. ممكن الواحد يكون في الأضواء بصورة أفضل ". أما يحيى عايش فيرى أن محاسن صابر، امرأة جريئة لأبعد الحدود بسبب إنشاءها لمثل هذه المدونة وأعرب عن تخوفاته المستقبلية قائلاً : مازلتِ شابة ومازال العمر أمامك ، أخشى أن تكسري شعارك بعد الطلاق وتنشئي مدونة "أنا عاوزة أتجوز" وبعدها مدونة عن متاعب الزواج وهمومه !!.
قوة الرجل من ضعف المرأة!
من الناحية النفسية، يُفسر الدكتور محمد يحي الرخاوي مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة ، انزعاج الرجال من الحركات النسائية وجمعيات حقوق المرأة بشكل عام، ومن مثل تلك الحركات على الانترنت ، بأن هناك بعض الرجال يقوم استقرار بيوتهم على ضعف الزوجة وتنازلها الدائم، وأن تلك المواقع قد تفتح عينها على حقائق لم تكن تراها من قبل فتصبح ناقمة علي حياتها مما يهدد استقرار الأسرة .
ويضيف: هناك بعض النوعيات من الرجال تستمد قوتها من ضعف المرأة ، وتقوم سلطتهم الذكورية على تنازل الزوجة المستمر، وعندما تجد المرأة متنفساً أو تعرف حقوقها من خلال تلك المواقع والمؤسسات النسائية تبدأ في المطالبة بحقوقها المهدورة ، مما يؤدي غالباً إلى الانفصال وانهيار كيان الأسرة .
جنون التسوق عبر النت
<td width=1>
للدكتورة إيمان شريف أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وجهة نظر مختلفة إذ ترى أن الانترنت يتسبب في انهيار البيوت المستقرة حينما تبالغ في عرض صور الرفاهية المختلفة.
وتتابع: قد تنقم المرأة على حياتها بسبب عدم استطاعتها لمواكبة الموضة الموهوسة بها ، أو لأنها لا تستطيع شراء فستان بتوقيع "كريستيان ديور" ، هذا بالإضافة إلى فنون التسوق المباحة عبر الانترنت لدرجة تجعل النساء مهووسات بالتسوق الفخم أو مريضات بحب الشراء ، كل ذلك يؤدي إلى عدم الرضا فهناك بعض النساء يطالبن أزواجهن بما يشاهدونه على المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية مما يصيبهن بمرض عدم القناعة ، ومما يصيب الأسر المتوسطة والمرأة العاملة المكافحة بالتمرد على الوضع الحالي ، فتفسد الحياة الأسرية .
للإعلام دور في انهيار البيوت
ليس الانترنت وجمعيات حقوق المرأة (المرأة المتوحشة كما يسميها البعض) هي السبب في انهيار البيوت وعدم استقرارها ، بل إن الدراما تلعب دوراً رئيسياً في ذلك .. هذا ما أكدته الدكتورة ماجدة عدلي رئيس مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي .
وتوضح رئيس مركز النديم قائلة : إن الدراما التي تدخل كل منزل ترسخ فيه أن العنف هو السبيل الوحيد لحل المشاكل الزوجية والأسرية ، فبمجرد صفع البطل البطلة على وجهها يتم حل جميع المشاكل، ومن هنا يعتقد الرجل أن ضربه لزوجته هو الحل ومؤمنة بأن الضرب للحيوانات فقط ، من هنا يبدأ المنزل في الانهاير.
<td width=1>
ترى د.ماجدة عدلي ، أن الكوميديا أيضاً ترسخ ثقافة خاطئة ، وتوضح قائلة : عندما تسخر الكوميديا من مكانة المرأة العاملة، ينخر السوس داخل كيان الأسرة ، وأفضل مثال على ذلك هو مسلسل "النساء قادمون" حيث تبادل حسين فهمي مع إسعاد يونس ، حيث خرجت هي للعمل وأصبح هو رب المنزل دون عمل ، فأثار المسلسل حنق الرجال وحقدهم من المرأة العاملة، وجعلهم يسيئون إليها ويقهرونها دائماً حتى لا تعلو مكانتها، وعليها إما ان تقبل بالأمر الواقع أو تعترض وتتفكك الأسرة . هذا بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الفنية التي تصدر مفاهيم قانونية خاطئة ، مثل قانون "الشقة من حق الزوجة" و "أريد خلعاً" حيث يؤكدون أن المرأة تستعمل القوانين من أجل إذلال الرجل وهذا ما لا يطيقه الرجل الشرقي فيشعر بالحقد تجاهها طول الوقت، ويحاول تعنيفها بالتوبيخ أو التجاهل أو حتى الضرب ليثبت لنفسه أنه الأقوى والأفضل دائماً .
تتفق معها في الرأي الدكتورة إيناس أبويوسف أستاذ (م) بقسم الصحافة بكلية الإعلام، مؤكدة أن المرأة عانت كثيراً بسبب المعالجات الإعلامية السلبية ، فغالباً ما تظهر الصحف أن المرأة العاقلة هي التي يجدر بها الصبر على عصبية وظلم زوجها لها ، ذلك من أجل أولادها وكي تسير المركب ، حتى عندما يعرض الإعلام صحة المرأة لا يتناولها من منطلق حقوقي وإنما من أجل بناء جيل سليم من الأبناء ، رغم أن المرأة مخلوق له حقوق ومن أبسط حقوقها التوعية الصحية .
وتتابع : وبسبب هذه المعالجات الخاطئة من قبل الإعلام ، تترسخ ثقافة الصبر على أذى الزوج ، ومن ثمة يرى الرجال أن أي اتجاه يرسخ ثقافة حقوق المرأة ما هو إلا دعوة لخراب البيوت ، والصحيح في المعالجة الإعلامية أن نقول للمرأة إذا قُلتِ "لا" مرة وتمسكتِ بحقوقك لن يقوى أحد على انتزاعها منكِ مرة أخرى .
هل حقاً يرسخ الانترنت ومؤسسات حقوق المرأة ثقافة "خراب البيوت" ؟ ومتى تطلب المرأة الطلاق ؟ شاركونا الحوار